بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الأخ العزيز منوجهر متكي وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة،،،
أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الوفود الأفاضل،،،
الحضور الكريم،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
تَجْمَعُنا العاصمة الإيرانية طهران اليوم، بِتِرْحاب المُضيف المُسْتَحضِرْ لتاريخه الثري، حضاراتٍ وثقافات، في تواصلٍ إنسانيٍّ بديع لموروث فكري تَنْهَل منه المجتمعات، بتعدّدها المتآلف وتنوّعها المتناسق. لذا فإن إحتضان الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة للإجتماع الوزاري التاسع لحوار التعاون الآسيوي، بدوله الآسيوية التي منحت العالم مفاهيم الحكمة والفلسفة والفكر وبما تمثله من كتلة بشرية هي الأكبر فيما تحققه من إنجازات وما تساهم به من كتابة تاريخ المستقبل بفاعلية وثقة، يأتي منسجماً وتلك القيم والمُثُل التي جِئنا مجتمعين للتأكيد والبناء عليها. فلكم منا وافر الشكر والتقدير على كريم الوفادة وحسن الرِّفادة، داعين المولى العلي القدير أن يوفّقنا لما فيه الخير والصلاح.
الحضور الكريم،،،
يِجْدُر بنا وبمساعينا أن تتركّز على إبراز ما يجمع ويُوَحِّد وصورها بلا شك كثيرة ومتنوعة، لا إظهار أوجه الإختلاف والفُرقة والجفوة والتباعد. ويَجْدُر بنا أيضاً التواصل والتحرك جماعياًّ كوحدة واحدة، لا العمل مُنفردين فـتـتـفــرَّق بنا الدروب ونتخلّف عن بلوغ المقاصد السامية لتجمعنا المبارك، ولنا فيما قاله الله - عزّ وجل - في محكم كتابه الكريم عِظات وعِـبَــر، بسم الله الرحمن الرحيم "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين" الأنفال/46.
الإخوة والأخوات،،،
إن حرص دولة الكويت على الحوار ينطلق من إيمانها العميق بـإن مساحات التلاقي ولغة الوفاق أكبر بكثير من ضيق التحزّب ونبرات الشِّقاق بدعوات التناحر والتباغض وكراهية الآخر، إقصاءً فكرياًّ أو تصفيةً روحيّة. لذا فحاجتنا جميعاً، أكيدة، لمزيد من الملتقيات الداعية للحوار لما تُمَثّـله من فرصةٍ أخرى للإنصات لصوت العقل وتلبية دعوات التعاضد والمضي بخطوات النماء والرخاء، بحثاً في سُبُل ترسيخها وعملاً بمقتضيات النهوض بها.
الحضور الكريم،،،
إن التحديات التي تواجهها دول حوار التعاون الآسيوي تتطلب منا تضافر الجهود والسعي للتعامل مع تأثيراتها ، فاقتصادياً واجهنا جميعاً انهيار الأسواق المالية وتداعياتها والحروب المتصلة بأسعار الصرف حيث مثلت ولا زالت تحدياً لدول الــ ACD ، مما يتطلب تضافر الجهود المتصلة لتعديل هيكلة المؤسسات الاقتصادية العالمية .
أما سياسياً فان التمثيل الآسيوي في مجلس الأمن لا يتلاءم مع إمكانيات القارة ولا يتفق مع ما تقدمه للعالم على كافة المستويات والأصعدة لذا فان مسألة إصلاح الأمم المتحدة بما ينسجم والأدوار المحورية الكبيرة التي تضطلع بها دول القارة ، تستدعي منا تنسيق المساعي بما يحفظ التمثيل العادل لآسيا وحقها في التعبير عن ذاتها والحفاظ على مصالحها بيئياً ، فان الكوارث الإنسانية والبيئية في قارة آسيا من عواصف رملية في منطقة الشرق الأوسط ، إضافة إلى الزلازل والفيضانات في شبه القارة الهندية ، وكوارث إعصار التسونامي في شرق آسيا تمثل تهديداً لبعض دول الـ ACD ويدفع إلى إنشاء مؤسسات آسيوية فعالة ذات انتشار سريع للتجاوب مع التطورات والأحداث بشكل يتناسب وأبعادها الإنسانية والبيئية .
كما تتعاظم التحديات بالتغير المناخي وأخطار الاحتباس الحراري إلى درجة باتت تهدد الجزر وديمومتها وما المؤتمرات التي عقدت بهذا الخصوص كمؤتمر دول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوبنهاغن ديسمبر 2009 ومؤتمر آفاق التعاون بين الدول العربية وجزر الباسيفك الذي عقد في أبوظبي شهر ديسمبر 2010 سوى دلالة على درجة التهديد ودافع إلى التعاطي معها تشاوراً وتخطيطاً وعملاً ) .
الحضور الكريم،،،
إن حوارنا اليوم هو حوار نركّز فيه على ما تصبو إليه شعوب آسيا الواعدة الممثلة هنا بثلث دولها في أكبر تجمع إقليمي، من الإحساس بقيمة التعاون على المستويات الوطنية والإقليمية وما هو أبعد من ذلك، ولعلنا نجد في إقتصادياتنا الصلبة بإنتاجٍ قومي يبلغ 22 تريليوناً على إمتداد الرقعة الجغرافية المهمة التي تجمعنا ويقطن فيها ما يقارب الأربعة مليارات نسمة من سكان العالم في 21 دولة آسيوية ما يحقق للمواطن على مستوى الفرد آماله وطموحه، فحتماً للاقتصاد أدوار إن لم تكن موازية لكل قيمنا ومبادئنا الجامعة فهي أكبر تأثيراً لشموليتها ولالتصاقها المباشر بالمستوى المعيشي لمواطنينا فهي ذات تأثير مشترك تتفاعل بها الدول بمكوّناتها المختلفة، شعوباً وحكومات ومؤسسات، وعليه فإن استثمارنا في العنصر البشري أساسي، وجهدنا في تعزيز استثماراتنا المتبادلة منطقي، وانطلاقتنا لإنجاز ذلك محوري، آملاً بأن يهيئ تجمعنا في حوار التعاون الآسيوي الأجواء لِـتَجني مجتمعاتنا الفوائد المرجوة مع توافر النوايا والعزائم القويّة لذلك.
الحضور الكريم،،،
إن اهتمام دولة الكويت أصيل في التعاون مع القارة الآسيوية بما تمثله من حاضنة للأمن الغذائي وهذا ما عبر عنه سيدي حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح ،حفظه الله ورعاه، في زيارته لعدد من الدول الآسيوية ومن الناحية التطبيقية العملية لمستوى التعاون الكويتي الراسخ والمتنامي مع دول آسيا الصديقة ، وليسرني القول بأن دولة الكويت لديها حضور يشرفها عبر سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في 32 دولة أسيوية أي قرابة ثلث بعثاتها في العالم مما يدلل على مكانة أسيا الكبيرة لدى دولة الكويت .
الحضور الكريم،،،
حرصت دولة الكويت وعبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بدعم مشاريع إنمائية مختلفة ، بالتعاون مع حكومات الدول الآسيوية الصديقة بما يزيد عن 3 مليارات دولار أمريكي كما تدعم الدولة التعاون الآسيوي عبر شراكات أساسية لعل آخرها على سبيل المثال لا الحصر مشروع مصفاة تكرير عملاقة في مدينة زانغ جبنغ في مقاطعة غواندوغ بجمهورية الصين الشعبية ، حيث تقدر قيمتها بحوالي 11 مليار دولار ، بالإضافة إلى مشروع عملاق آخر لمجمع ومصفاة NGISON للبتروكيمياويات بالاشتراك مع شركتين يابانيتين في جمهورية فيتنام الاشتراكية ستبدأ بإذن الله في الربع الأول من عام 2011 .
أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الوفود المشاركة،،،
ختاماً، أؤكد وقفة دولة الكويت مع كافة مساعيكم المثمّنة، أفكاراً ومناشداتٍ وتطبيقات، لما فيه التعاون الأمثل بين دولنا بثراء الإطروحات وعمق المشاركات، مع صادق الدعوات والتمنيات لإنعقادٍ مثمر لفعاليات حوار التعاون الآسيوي التاسع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة، وكامل الترحيب والتطلع لإستضافتكم جميعاً كإخوةٍ أعزّاء في دولة الكويت في السنة المقبلة لإستكمال ما نحن بصدده، وهي سنةٌ عزيزة على قلوبنا حيث نحتفل بأعيادنا الوطنية ومرور خمسين عاماً على الإستقلال وعشرين عاماً على ذكرى التحرير، ويشرّفنا حضوركم في مناسبةٍ فارقة لنحتفل في حوار تعاوننا الآسيوي العاشر في دولة الكويت ولنعرب عن صداقتنا وتقديرنا العميق لمعنى التعاون والمواقف المشرّفة للدول الآسيوية الصديقة، مبتهلاً إلى الله العزيز القدير أن تكون اجتماعاتنا دوماً اجتماعات خير ومحبّة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،.