الكويت - 24 – 11 – 2004
اكد وزير الخارجية الكويتي الدكتور محمد الصباح هنا اليوم ان الحاجة اصبحت ملحة للتحول من الدبلوماسية الوقائية الى الدبلوماسية الاقتصادية التي تتطلع الى تعظيم المنافع وزيادة هامش المناورة السياسية وبناء التحالفات الاقتصادية.
وقال محمد في الورقة التي قدمها لمؤتمر (الدول النامية ومنظمة التجارة العالمية ..الواقع والتحديات) والذي اقيم تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء صباح الاحمد الجابر الصباح ان الاستحقاقات المترتبة على دخول فضاء العولمة بالنسبة للكويت فرض عليها التحول من الدبلوماسية الوقائية التي انتهجتها لعقود الى دبلوماسية اقتصادية لبناء علاقات اقتصادية مع الكتل ذات التاثير والثقل في ساحة الاقتصاد الدولي.
واضاف وزير الخارجية في الورقة التي قدمها بعنوان (الدبلوماسية الاقتصادية في عصر العولمة) ان التحدي الاكبر ليس في الانعزال والانغلاق بل في كيفية اصلاح نظام التجارة الدولي لكي تكون العولمة عامل خير وليس بلاء على دول العالم النامي ولتكون مصدر دعم للديموقراطيات والتنمية الشاملة وحماية البيئة وحقوق الانسان.واشار الى "ان الفرصة الان مواتية للدول النامية للانخراط في عالم العولمة والمساهمة بفاعلية في اصلاح وتهذيب وتطوير قواعد اللعبة الجديدة ليس لصالحها فحسب بل وللبشرية بشكل عام".
واشار الى ان العمل في مثلث مؤسسات (برتن وودز) وهي منظمة التجارة العالمية كان موفقا وتم اختبار الية نظام حل المشاكل التجارية بين الاعضاء في 23 يناير عام 1995 بعد 23 يوما من انشاءها مبينا ان الخلاف كان انذاك بين الولايات المتحدة وفنزويلا حول المشتقات النفطية وجاء حكم المحكمة القضائية لصالح فنزويلا في هذا النزاع.واوضح محمد ان الاستحقاقات المتعددة في عصر العولمة متمثلة في التداخل المباشر والتاثير المتبادل بين السياسة والاقتصاد في النظام العالمي الجديد ومن النادر ان يكون هناك اجتماع لوزراء الخارجية لا يحتوي اجندة اقتصادية او تكون هناك اتفاقية اقتصادية لا تتضمن متطلبات سياسية.
وقال ان اصلاح النظام المالي الدولي اصبح له علاقة مباشرة بموضوع الارهاب حيث كانت الولايات المتحدة ترفض بشكل كامل الكشف عن سرية الحسابات المصرفية قبل احداث 11 سبتمبر وبعده صارت من اكثر الداعين الى الغاء تلك السرية.واضاف "ان الزيارة التاريخية التي قام بها سمو رئيس مجلس الوزراء صباح الاحمد الصباح الى دول شرق اسيا خلال الصيف الماضي اعلانا لنهاية حقبة وتدشينا لدخول حقبة اخرى جديدة عنوانها العريض الاستراتيجية الدبلوماسية الاقتصادية".
يذكر ان المؤتمر الذي يقام تحت عنوان (الدول النامية ومنظمة التجارة العالمية-الافاق المستقبلية) اختتم اعماله مساء اليوم وتضمن 32 ورقة عمل شملت موضوعات توضح اتفاقيات المنظمة والاليات التي يتم من خلالها انضمام الدول اليها واوراق علمية فكرية تبحث مصير وموقف المنظمة بعد 10 سنوات وما ستؤول اليه.