د. محمد صباح السالم الصباح

الاجتماع الوزاري المشترك الأول بين دول مجلس التعاون وجمهورية الصين الشعبية

 

معالي الصديق يانخ جيتشي Yang Jiechi)وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية الصديقة،

يسرني في البداية أن أعبر لكم عن سعادتنا وترحيبنا بعقد الاجتماع الوزاري الأول بين دول مجلس التعاون وجمهورية الصين الشعبية في إطار الحوار الاستراتيجي بين الجانبين، آملين أن يكون هذا الاجتماع خطوة كبيرة في طريق تعزيز تنمية علاقات الصداقة والتعاون المثمر بين الجانبين، كما أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لحكومة جمهورية الصين الصديقة على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.

ولا يفوتني هنا أن أتقدم بالنيابة عن دول مجلس التعاون بأحر التعازي لضحايا الزلزال الذي ضرب مقاطعة (تشينغ هاي) في أبريل الماضي.

كما يسعدني أن اتقدم بتهنئة للشعب الصيني وحكومته على افتتاح معرض اكسبو الدولي 2010 الذي تستضيفه مدينة شنغهاي.

 

أصحاب المعالي، أصحاب السعادة، أيها الأصدقاء ...

إن اجتماعنا اليوم في افتتاح الدورة الأولي للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون وجمهورية الصين الشعبية يكتسب أهمية خاصة في هذه المرحلة التي يشهد فيها العالم تحولات متسارعة نحو تعزيز التكتلات الاقتصادية الكبيرة مما يستدعي ترسيخ عرى التعاون المشترك بين الدول والمجموعات الدولية للعمل نحو تحقيق المصالح المتبادلة، لاسيما وإن جمهورية الصين دولة صديقة كبرى لها وجودها المؤثر على الساحة الدولية في مختلف المجالات.

 

إن حوارانا اليوم يرتكز على تبادل وجهات النظر في مجمل القضايا وتطورات الأحداث السياسية والأمنية على الساحتين الإقليمية والدولية والتي أصبحت بحاجة ماسة إلى بذل المزيد من الجهود نحو تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل، وفي هذا الصدد نؤكد على إدانتنا الشديدة للهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية المتوجه إلى غزة والذي يعد جريمة واضحة ضد الإنسانية وانتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني، كما نطالب المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسئولياته تجاه التحقيق في هذا العمل الإرهابي، معربين عن كامل تقديرنا للموقف الصيني باستنكار وإدانة هذه الجريمة وهو موقف ليس بغريب عن دور الصين المعتاد في نصرة القضايا العادلة بما فيها القضايا العربية والإسلامية الأمر الذي يعتبر مبعث ثقة واعتزاز خاصة في ظل ثقل الصين السياسي وتطورها الاقتصادي وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي.

 

كما أننا نعتز بالعلاقات التاريخية الوثيقة مع الصين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها مجال التعاون الاقتصادي والتجاري حيث نمت العلاقات التجارية بين الجانبين بشكل ملحوظ خلال العقود الثلاثة الماضية مما ساعد وبشكل مباشر بارتفاع حجم التبادل التجاري، مؤكدين على أهمية تفعيل التعاون في الجوانب التجارية والاستثمارية التي نصت عليها الاتفاقية الإطارية الموقعة بين الجانبين عام 2004.

 

إن تبادل التجارب والخبرات في المجالات الاقتصادية ذات الأولوية كالتجارة والصناعة والاستثمار والطاقة وتكنولوجيا المعلومات خصوصا في ظل الإمكانيات الاقتصادية الهائلة والفرص الواعدة لدى كل من الجانبين سوف يحقق لنا تعاون فريد من نوعه يساهم في نجاح وتنمية مشروع الشراكة الخليجية الصينية.

إن التناغم السياسي والتكامل الاقتصادي بات من بين أهم الأهداف الإستراتيجية التي ننشدها من وراء هذا الحوار مل بشكل مشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المختلفة، فدول مجلس التعاون تدعم كل ما من شأنه توثيق الدبلوماسية الاقتصادية إلى جانب السياسية مع مختلف دول العالم والتكتلات الدولية ومنها جمهورية الصين الشعبية وذلك إيمانا منا بأن الاقتصاد والسياسة يمثلان حجر الزاوية الذي ترتكز عليه العلاقات الدولية.

 

وفي الختام أود أن أؤكد مجددا على ترحيب دول مجلس التعاون واستعدادها الدائم للتباحث والتنسيق مع أصدقائنا في جمهورية الصين الشعبية، وصولا إلى غايتنا المشتركة في دعم كل ما من شأنه المساهمة في تعزيز أوجه التعاون بين الجانبين.

 

والسلام عليكم،،،

اتصل بنا

للتواصل معنا، يرجى ملء النموذج التالي
© جميع الحقوق محفوظة